يوم ميلاد
لن اتّبع القوم في قولهم المعهود الخاص "بيومك" هذا ان صحّ التعبير .. و لن يصِح.. رفيقي في الفكرة ..لم أراسلك اليوم لأهنئ و لا لأعاتبك و لا لأذكرك و أحسب ان الاستثناء عادتي و انت أعلم مني بذلك.. يوم ميلادك قد لا يعنيك شيء و قد لا يعنيني شيء سوى انه تقويم فلكي مزيف و لن أكرر ماقلته لك في السنين الماضة لأنك لست نفس الشخص الذي كان .. فقد نلت شرف الانسلاخ و الخوصصة و الفرادة شرف لن تلحظه اي عين مجردة و لا عين ثاقبة إنما عين التحمت بنور العقل و الروح لتُنتج البصيرة ..كذلك لن أحدثك عن بصيرتي و لا عن تقييمي لمنهجك سواءا كان سلبا أو ايجابا لأنك تعلم حيثياته جيدا .. بل لأن قيمة السلب و الايجاب عندك امست لا تعنيك في مرحلتك هته ،تمردك شق حساسية هته القيم بجدارة ليؤسسها كيانك بأنامله الخالصة .
راسلتك لأنك مررت على هامش الروح في لحظة غُيِّب فيها عقلي ..لا أعلم هل مناجات روحك لي ..هي التي غيّبت عقلي أم مناجات روحي لك هي الاساس .. الأمر في القياس لايستقيم اؤمن فقط بقوة هذا الافق
الثالث..
غرفتي تُطِلّ على جبل أعلى من كل موجود حِذوي،.. به اشجار لا تُحصى و لا تُعد و لكني اتّخذت شجرة واحدة خليلتي تُحدّثني و احدّثها ..اوَ تعلم لما ؟ لأنها طُعِنَت في جوهرها فاقتلعت جذورها بنفسها لكي لا تتعلق كالباقي بصدر الأرض بحجة البقاء إنّما بحثا عن حقيقة البقاء نفسه و لازالت في ريبها مابين تجديد الجذور أو الرضوخ لهمجية العواصف لها، حقيقة لا مُناص منها
والفارق بين التجديد و الرضوخ جليل ! فالاولى مصيرها محتوم و مكانها معلوم و الثانية مصيرها مجهول و مكانها مشتت تحكمه عواصف .. ماشدني إليها هو صمودها العظيم و جل العوامل تنهشها بلا رحمة
لست هنا لأطرح لها الحلول لأنها لن ترضى بغير حل ينبع من ذاتها
و لكني أقول: هي تجربة و الفشل فيها نجاح و النجاح فيها تألق و الفوز حاصل لامحالة لذلك أنا مطمئن فقط احذر فالموت يترصّد