dimanche 21 juillet 2019

جِبِلّتنا بين النّجدين 2

 جِبِلّتنا بين النّجدين 2


كيان الانسان لم ينشأ من قبضة من الطين, لم ينشأ من الوجود الجسدي و انّما نشأ حين تلبّست نفحة الروح بقبضة الطين فعبرت طبيعتها فشقّت بالمعرفة و الادراك و الإرادة و الاختيار ..و لم يعد فيها ما كان فيها من قبل من صفاته و عتامةٍ و انطماس .. تلك النشأة التاريخية، ويمكن التفصيل بين الجسد و الروح فالإنسان يكون شريرا حين يحكم الجسد مزاجه المجتمع المترابط. و خيرا حين تحكم الروح هذا المزاج و نُعبّر عن ذلك بقولنا أنّه شريرا تارة و خيّرا تارة

حين يحكم الجسد هذا المزاج المجتمع المترابط " لا نُلغِ وجود الروح ولكنه  يطمِس عليها بعتامة الطين. نذكر هنا مثالا عن الشرّ المُنبعِث من الروح شهوة السلطان يستولي على الأفراد، شهوة تتعالى عن متاع الجسد على وجه العموم (هتلر و ستالين..) انما هي شهوة تضخيم الإرادة في كيان فرد يختل أي تضخيم لسمة هي أصلا من سمات الروح و الإرادة التي تُكوّن الطغيان هي إرادة النّوازع المرتبطة بالكيان الحيواني و ليست إرادة النوع المرتبطة بكيان الروح في كل ذلك ينشأ الشر ..و ينشأ من خضوع كيان المجتمع المترابط لسيطرة الجسد.. و يكون شرّا في جميع الأوضاع و جميع الأجيال و الأطوار لأنه اختلال في ميزان الانسان.

نذكر أيضا أن الشر ينشأ من تولّي الجسم قيادة المجتمع المترابط الذي ينبغي أن تتولى قيادته الروح بحكم النشأة الطبيعية التي جعلت الانسان انسانا و رفعته عن الحيوان و قد كان قمينا أن يكون حيوانا لولا تلك "النفحة العلوية" في قبضة الطين, فحين يعلي الانسان كيانه الروحي " والجسد في القيادة" تنطمس إشعاعة الروح المضيئة و تنمس في عتامة الطين حينها ينشأ الشر و حينذاك يهبط الانسان الى مستوى أسوأ من مستوى الغير عُقلاء " لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يُبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون" ..أضل لأن الغير العاقل من ناحية ليس مطالبا بالارتفاع و لا قادرا عليه تلك الفطرة, أما الانسان يُخالف فطرته السوية و يهبط عنها.




يتبع ....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

لكِ صديقة 💙🌹

لكِ صديقة    ظللت اخفي ما بي من صراع و هلاوس و مخاوف لأني اراه دلع او دلال و" ماكانت المشاعر الإنسانية في يوم تُهان " و قد اشتكيك ...