جِبِلّتنا بين النّجدين 3
أو كما قال ابن الجوزيّ:
ان الملائكة خُلقت من نور لا ظلمة فيه، وخُلِقت الشياطين من ظلمة لا نور فيها وركّب
البشر من الضّدين، فظلام نفسه مُقترن بنور العقل، بينهما حاجز لطيف لا تعلمه الا
بالمجاهدة
اذ انه جدير بالذكر أن هناك
صراع أيضا بين الفطرة الإنسانية و العرف الاجتماعي فلكل امة فضائل و رذائل و لكل
قوم محاسن و مساوئ.. والخيرات و الفضائل و الشرور و النقائص موزّعة بين الأمم و لا
يعني هذا تساوي الأمم في أخلاق الكمال بل يوجد تفاوِت.
و خلاصة الفلاسفة: أن الخير هو اصل الانسان و الشر طارئ عليه’ و منهم
من نظر الى الانسان نظرة سُفلية أن الانسان شرير بطبعه (كفرويد) و منهم من مال الى
أن بعض الناس خيرون في طبائعهم و البعض الآخر أشرار (كجالينوس) و آخرون يرون أنه
على الجانبين الخير و الشر (كأفلاطون) و منهم من يرى أن الانسان في طبيعته ليس
خيرا و لا شرا فالتربية هما ظروف البيئة هي الأساس او كما يقول (روس): "ليس
في ما يخرج من يد الخالق الا الخير, و يفسد كل شيء بين أيدي البشر ".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire