samedi 6 juillet 2019

جِبِلّتنا بين النّجدين 1

 

جِبِلّتنا بين النّجدين 1


ما بين الظلام و النور تكمن جِبِلّة المرء و ما بين الفينة و الأخرى ينفجر ذاك الصراع الأزلي بباطننا حول حقيقة الدربين و إمكانية الزّيغ لأحدهما ..كيف ندرك أن الخير خير و الشّر شر ؟ أيّهما النور " الخير أم الشر" وأيّهما الظلام؟ اذ هل الخير نقيض الشر؟ ما صفة هذا التجانس بينهما؟ أيهما الثّابت فينا وأيهما الاستثناء فينا؟ لأيّ حكمة وُجِدا؟ وكيف وُجِدا؟ .....

جدلية أثارت قرائح المفكرين والفلاسفة والعلماء وحتى الشعراء, ما بين التاريخ والدين والفلسفة والعلم نصوغ هاته الكلمات لنكشف الستار عن بعض الغموض الكامن.

جُلّ الشرور التي ما فتِئت تُعاني منها البشرية منذ أمد بعيد أصلها ينشأ من الرغبة البيولوجية المُفرطة والأيديولوجية و لم يكُن للأفعال تصنيف بين الحسن و القبيح الّا تصنيف أنّ هذا يسُرّ و هذا يسوء أو أن هذا يُؤمَنُ و هذا يُخاف بدون اعتبارات لميزان الإنسانية "فعل يليق أو فعل لا يليق بل لم يكن لهذا الميزان حتى مدلول في الكلام من باب أولى أو حتى مدلول في الذهن و الوجدان

طبيعة الخير و طبيعة الشر، فقد جاءت بعد مراحل كثيرة في طريق الايمان بالأرواح. كان عالم الأرواح في الهمجية الأولى: عالم فائدة وضرر أو عالم هوادة واستعصاء, عالم صداقة وعداوة فأما عالم الخير الأصيل أو الشر الأصيل فلا تتمثل له صورة في بديهة الانسان قبل انقسام الطبائع و تباين الأقيِسة و الموازين بين الأعمال و الأخلاق

و متى أتيح للإنسان مقياس يقيس به الأرواح و الأرباب و يقيس به أعمالها و حقوقها فهو اذن أهل بين الخير و الشر و بين سلطان الاله و سلطان الشيطان ثمّ خطُى الانسان خطوة أخرى من التميّز بين المنفعة و المضرة و لازال في هذا الرقي حتى برزت في ذهنه فكرة " النوع الإنساني" ووجدت مع هاته الفكرة الرفيعة فكرة أرفع منها و أشرف جدا في معانيها و ثمراتها و هي فكرة الانسان عن "ضمير 

الانسان"



يتبع ....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

لكِ صديقة 💙🌹

لكِ صديقة    ظللت اخفي ما بي من صراع و هلاوس و مخاوف لأني اراه دلع او دلال و" ماكانت المشاعر الإنسانية في يوم تُهان " و قد اشتكيك ...