لكِ صديقة
ظللت اخفي ما بي من صراع و هلاوس و مخاوف لأني اراه دلع او دلال و" ماكانت المشاعر الإنسانية في يوم تُهان "
ظللت اخفي ما بي من صراع و هلاوس و مخاوف لأني اراه دلع او دلال و" ماكانت المشاعر الإنسانية في يوم تُهان "
أو كما قال ابن الجوزيّ:
ان الملائكة خُلقت من نور لا ظلمة فيه، وخُلِقت الشياطين من ظلمة لا نور فيها وركّب
البشر من الضّدين، فظلام نفسه مُقترن بنور العقل، بينهما حاجز لطيف لا تعلمه الا
بالمجاهدة
اذ انه جدير بالذكر أن هناك
صراع أيضا بين الفطرة الإنسانية و العرف الاجتماعي فلكل امة فضائل و رذائل و لكل
قوم محاسن و مساوئ.. والخيرات و الفضائل و الشرور و النقائص موزّعة بين الأمم و لا
يعني هذا تساوي الأمم في أخلاق الكمال بل يوجد تفاوِت.
و خلاصة الفلاسفة: أن الخير هو اصل الانسان و الشر طارئ عليه’ و منهم
من نظر الى الانسان نظرة سُفلية أن الانسان شرير بطبعه (كفرويد) و منهم من مال الى
أن بعض الناس خيرون في طبائعهم و البعض الآخر أشرار (كجالينوس) و آخرون يرون أنه
على الجانبين الخير و الشر (كأفلاطون) و منهم من يرى أن الانسان في طبيعته ليس
خيرا و لا شرا فالتربية هما ظروف البيئة هي الأساس او كما يقول (روس): "ليس
في ما يخرج من يد الخالق الا الخير, و يفسد كل شيء بين أيدي البشر ".
كيان الانسان لم ينشأ من
قبضة من الطين, لم ينشأ من الوجود الجسدي و انّما نشأ حين تلبّست نفحة الروح بقبضة
الطين فعبرت طبيعتها فشقّت بالمعرفة و الادراك و الإرادة و الاختيار ..و لم يعد
فيها ما كان فيها من قبل من صفاته و عتامةٍ و انطماس .. تلك النشأة التاريخية، ويمكن
التفصيل بين الجسد و الروح فالإنسان يكون شريرا حين يحكم الجسد مزاجه المجتمع
المترابط. و خيرا حين تحكم الروح هذا المزاج و نُعبّر عن ذلك بقولنا أنّه شريرا
تارة و خيّرا تارة
حين يحكم الجسد هذا
المزاج المجتمع المترابط " لا نُلغِ وجود الروح ولكنه يطمِس عليها بعتامة الطين. نذكر هنا مثالا عن
الشرّ المُنبعِث من الروح شهوة السلطان يستولي على الأفراد، شهوة تتعالى عن متاع
الجسد على وجه العموم (هتلر و ستالين..) انما هي شهوة تضخيم الإرادة في كيان فرد
يختل أي تضخيم لسمة هي أصلا من سمات الروح و الإرادة التي تُكوّن الطغيان هي إرادة
النّوازع المرتبطة بالكيان الحيواني و ليست إرادة النوع المرتبطة بكيان الروح في
كل ذلك ينشأ الشر ..و ينشأ من خضوع كيان المجتمع المترابط لسيطرة الجسد.. و يكون
شرّا في جميع الأوضاع و جميع الأجيال و الأطوار لأنه اختلال في ميزان الانسان.
نذكر أيضا أن الشر ينشأ من تولّي الجسم قيادة المجتمع المترابط الذي ينبغي أن تتولى قيادته الروح بحكم النشأة الطبيعية التي جعلت الانسان انسانا و رفعته عن الحيوان و قد كان قمينا أن يكون حيوانا لولا تلك "النفحة العلوية" في قبضة الطين, فحين يعلي الانسان كيانه الروحي " والجسد في القيادة" تنطمس إشعاعة الروح المضيئة و تنمس في عتامة الطين حينها ينشأ الشر و حينذاك يهبط الانسان الى مستوى أسوأ من مستوى الغير عُقلاء " لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يُبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون" ..أضل لأن الغير العاقل من ناحية ليس مطالبا بالارتفاع و لا قادرا عليه تلك الفطرة, أما الانسان يُخالف فطرته السوية و يهبط عنها.
يتبع ....
ما بين الظلام و النور
تكمن جِبِلّة المرء و ما بين الفينة و الأخرى ينفجر ذاك الصراع الأزلي بباطننا حول
حقيقة الدربين و إمكانية الزّيغ لأحدهما ..كيف ندرك أن الخير خير و الشّر شر ؟
أيّهما النور " الخير أم الشر" وأيّهما الظلام؟ اذ هل الخير نقيض الشر؟
ما صفة هذا التجانس بينهما؟ أيهما الثّابت فينا وأيهما الاستثناء فينا؟ لأيّ حكمة وُجِدا؟
وكيف وُجِدا؟
.....
جدلية أثارت قرائح
المفكرين والفلاسفة والعلماء وحتى الشعراء, ما بين التاريخ والدين والفلسفة والعلم
نصوغ هاته الكلمات لنكشف الستار عن بعض الغموض الكامن.
جُلّ الشرور التي ما
فتِئت تُعاني منها البشرية منذ أمد بعيد أصلها ينشأ من الرغبة البيولوجية المُفرطة
والأيديولوجية و لم يكُن للأفعال تصنيف بين الحسن و القبيح الّا تصنيف أنّ هذا
يسُرّ و هذا يسوء أو أن هذا يُؤمَنُ و هذا يُخاف بدون اعتبارات لميزان الإنسانية
"فعل يليق أو فعل لا يليق بل لم يكن لهذا الميزان حتى مدلول في الكلام من باب
أولى أو حتى مدلول في الذهن و الوجدان
طبيعة الخير و طبيعة الشر،
فقد جاءت بعد مراحل كثيرة في طريق الايمان بالأرواح. كان عالم الأرواح في الهمجية
الأولى: عالم فائدة وضرر أو عالم هوادة واستعصاء, عالم صداقة وعداوة فأما عالم
الخير الأصيل أو الشر الأصيل فلا تتمثل له صورة في بديهة الانسان قبل انقسام
الطبائع و تباين الأقيِسة و الموازين بين الأعمال و الأخلاق
و متى أتيح للإنسان مقياس يقيس به الأرواح و الأرباب و يقيس به أعمالها و حقوقها فهو اذن أهل بين الخير و الشر و بين سلطان الاله و سلطان الشيطان ثمّ خطُى الانسان خطوة أخرى من التميّز بين المنفعة و المضرة و لازال في هذا الرقي حتى برزت في ذهنه فكرة " النوع الإنساني" ووجدت مع هاته الفكرة الرفيعة فكرة أرفع منها و أشرف جدا في معانيها و ثمراتها و هي فكرة الانسان عن "ضمير
الانسان"
ها هي تشق طريقها صاحبة
الزهرة الزرقاء
ساعية للعلو ما بين الأرض
والسماء، تقرع طبول الصفاء، غايتها نشر الخير في الأرجاء غير مبالية بالأعباء.
بفضل استنشاقها لأنفاس
الحياة من زهرتها الزرقاء، تراقص أنغام الحرية ولا تحمد عيش الجبناء بل تزورهم
وتخبرهم اننا لله وانا اليه راجعون فشمّر أخي و لا تكن كالغزال في البيداء
........ أصرخ بجوارحك من جوهرك وقل انني خُلقت لشأن ولست من الأغبياء ولا تتّبع
فلسفة السفهاء في الاتّكاء والبكاء بل
اتّبع في سبيلك أولئك الذين صنعوا المجد في العلياء كالأنبياء و الأتقياء من
خلالهم ترى حياة ملئها ضياء حتى و لو اصابك نوع من الاهتراء
*ثق بي ستجد الاحتواء احتواء من
ذات تعالت عن الفناء
فرحلتنا يا صديقي نحو
العلياء اقتفاء لأثر العظماء ولأجلهم وجب علينا بكل تواضع الانحناء ثم مواصلة
السير الى الأمام بعزة نفس وكبرياء.
ففي سفر كهذا يُكتشف
معدنك أمن الأشقياء كنت أم من الأصحّاء
في خضمه كل منّا يعيش
تجاربه بلا اختباء ومن ثم بعيدا عن كل استفتاء، إيقاع هاته التجارب في ذات كل فرد
منّا خاصة به بكل استثناء فعشها بتفاصيلها وافخر بالأرزاء
وكما قيل " اذا
الّيالي غيّرت سعد امرئ .. يخفى الصديق و تظهر الأعداء فلا تُسلّم كليا لمنطق
الاخاء "
فانّك سائر على درب
الأقوياء
انّي انا صاحبة الزهرة
الزرقاء كما سمّاني بعض الأعزّاء
أولئك الذين رأيت فيهم ذاتي بعد عناء
فعُذرا إذا ما دعاني النّوى
*فما كان من هذه من بقاء
وانّي أشكرهم و أزكّيهم في العلن بلا رياء
ابحث عن الأصل بحث من فقد العزيز لأنّه ممكن كل الإمكان أن يحصل مالم يكن في الحسبان ..مكر ماكر و عبث العابث و احتيال المحتال فالدسائس في القافة يا صديقي تأتيك في أحسن زينتها مُتبرّجة فاتنة و مُتجلّية بجواهر الدّقة و الاستعاب و التمحيص و المهارة لترى أنت الحق في الباطل أو كما يقول أبو الطيب "في أثر كل قبيح وجهه الحسن" و تُقتنص غفلتك و يُحَرّف منهجك و يُبرّأك من ثقافتك و أنت هائم معه مريدا او غير مريد
كذلك كان مقدّرا لجيلنا
نحن جيل الأيديولوجيات الزّائفة و الدّمغجة المُفرغة و المدارس الضالة أن تتلقى
صدمة التدهور فقد نشأنا في دوامة دائرة من التحول الاجتماعي و الثقافي و السياسي
نحن الأمة التي برزت بتألّقها في علم الكلام حديث و فقه و أصول دين.. ة ملل و نحل
الى بحر زاخر من الأدب و النقد و البلاغة و النحو و اللغة و الفلسفة القديمة و
الحساب القديم ,الجغرافيا القديمة’ الفلك و كتب النجوم و صور الكواكب و الطب و
مفردات الأدوية و حتى البيزرة و البيطرة و الفراسة لكن صدق العرجي الشاعر حين قال
" كان شيئا كان ثم انقضى" فقد احتُرق
البعض و نُهِب الآخر و حُرّق الأغلب و أُستعمرت أدمغتنا و من واقعنا ندرك
عمق المأساة
نحن جيل المدارس المفرغة,
فقد تمزقت علائقنا بها كل التمزق بل عند الكثير من أهل جيلنا أن أصالة الثقافة غير
مفهومة البتّة و المعلم يمرّ عليها مرورا
لا أثر له في الكيان بل الأدهى أنّهم أخذو من أشباه هؤلاء المعلمين الرفض الخفي
للثقافة التي كان ينبغي أن تنتمي اليها و الى الإنجاز الكامل الى سطح قضايا الفكر
و الفلسفة و التاريخ المُزيّف
او كما قال محمد شاكر " غاب عن الأساتذة الكبار
أن الزمن الدوّار الذّي يشيب الصغير و يفني
الكبيرهو الذي سيتولّى الفصل بينهم و بين أبنائهم
الصغار الذين كانوا يتعلّمون على أيديهم
الحديث عن الثقافة حديث يعيد الغور عميق الحقائق و العبد الضعيف
ليس أهلا لهذا التفصيل فانّي انقل ما استفزّ فكري
و بعضا مما اطّلعت و مما رأيته استفحل في واقعي
فالثقافة يا صديقي متنوعة
من جيل الى جيل من جانب و من جانب آخر هي راسخة رسوخ العقيدة في الكيان مطلوبة في
كل مجتمع انساني بل هي خاصة كل أمة من الأمم و لا يسبر تمام أغوارها الا "
ابن مكانها و زمانها "لغة و عرقا و منهجا و حضارة " فهذا الأصل لا
مُستشرق و لا حتى مُستغرب و تشويهها من قِبلهم غير مستغرب و لا مستبعد و قد حصل
..
الثقافة هي مجموعة معارف
متنوعة يؤمن بصحتها عن طريق العقل و القلب و لنُحافظ على ادراكنا ذاك, وجب علينا
العمل بها و الافتخار حتى تذوب في البنيان و تجري منا مجرى الدم في العروق و
الالتزام بها واجب ذاك الايمان
و رأس كل ثقافة هو الدين
و الانتماء لأي ديانة كانت فانّه بقدر تغلغلها في أغوار النفس تغلغلا يجعل صاحبها
هو المتحكّم في غرائزه و أهوائه و مُريدًا لهذا الضبط بقدر هذا الشمول و هذا
التغلغل في بنيان الانسان تكون قوة العواصم التي تعصم صاحبها من كل عَيب كان, هو
الانتماء الذي يحفظه و يحفظها من التفكك و الانهيار .
و أخصص هنا ذاك الدين
الذي يُلائم فِطرة الانسان و بقدّر شُموله لجميع ما يكبح جموح النفس الإنسانية و
يحجزها عن ايّ زيغ عن الفطرة السوية بقدر ما تزدهر قوّته الباطنية و لكن يا صاح
أُعيدها نظرات منك صادقة
"ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم "
كما قال المتنبي
يتبع ..
و يقفز بعض بفكر متناطر
أن هناك منهج بين بين و خطة نصفها من هنا و نصفها من هناك ..انما هنا حق و هناك
باطل ..هدى و ظلال كما قالها السّيد: طريقان مختلفان و الحياد بينهم ضعف و هوان.
و الأمر المستفحل في عصري
أن جل القوم وافقوا على أن الحق محتاج الى باطل فيفتون بالباطل و يرى بعضهم الباطل
مقرونا بالحق فيسبون الحق و جعجعات خاوية الأصل و المحتوى
و البعض الآخر تراهم
مذبذبين بين هؤلاء و هؤلاء
بادئ الامر كلنا مذبذبون
في زمن كهذا حيث السواد مُحاط من كل جانب زمن يرفع فلان و يُسقط عِلّان و ما بين الرفع و الاسقاط لحظات لم تكن في
الحسبان يوما فاللهم سلّم
و ما يُندى له, أولئك
الذين ناقضوا السمع و البصر .... ينخدعون بما يكون للباطل و أهله من صولات و جولات
موقوتة، جهلا أن للصياد خطة استدراج مُحكمة فيحملهم ما لأهل الباطل من تمكين و
غلبة في مرحلة من المراحل بل و يُعاندون الحق
و اذا تبدّل بهم الحال
وقعوا في بحار الندم و الحسرة وقت لا ينفع الندم و لا تُجدي الحسرات
بل و يتكرر هذا الأمر في
حياة الناس جيلا بعد جيل دون أن يأخذ المنخدعون بمرحلية استعلاء الباطل و أهله
درسا أو عِبرة من واقع الأحداث أو من وقائع التاريخ و لا يدرك أنّ سنّة الخالق في
نصرة الحق و أهله و في تدمير الباطل وجنده هي سنّة لا تتوقف و لا تتعطل و لا
تتبدّل مهما طال علو أهل الباطل و نظرية
''تويبني'' في هذا الصدد تُثبت ذاك و كذا نظرية الفيزياء "ERS"
و ان اجتمعت كل القوى المخلوقة على أن ينحروا الحق لن ينحروه في خيالاتهم هم غارقون و ان بان لهم انّهم الفائزون فصفعة القدر بانتظارهم و التاريخ خير دليل ان كانوا مستبصرين وما أستحسنه فيهم أنهم لن يهِنوا مهما قيل لهم او حتى استقراؤه ..بعزيمة و إرادة يكرّرون خطى الفشل ليفشلوا أخرى و ذاك عبر التاريخ "أن الباطل ساعة و الحق الى قيام الساعة
ألم يوقِنوا أن الباطل
باختلاف أنواعه لا يحمل عناصر البقاء في ذاته انّما يستمد حياته الموقوتة من عوامل
خارجية و أسناد غير طبيعية و بطرق متعددة و أهواء فانية و أفكار متهافتة شئنا أم
أبيْنا و طرق متعددة فاذا تخلخلت تلك العوامل و وهنت هاته الأسناد تهاوى و انهار و
ان بدا لهم بادئ الأمر أنهم صاعدون و للتقدم ساعون و أنّ البركة في الطريق آتية
.ألم يعلموا أن أزهار خشخاش الأفيون في ظاهرها انها هي الأجمل خلقا و الازكى ريحا
و لكن ادمان النظر اليها قاتل , منها صُنِع مخدّر الهِروين و مادة المورفين فأدت
الى الحروب و منها حرب الأفيون ..
فعمّق النظر يا صاح
لن اتّبع القوم في قولهم المعهود الخاص "بيومك" هذا ان صحّ التعبير .. و لن يصِح.. رفيقي في الفكرة ..لم أراسلك اليوم لأهنئ و لا لأعاتبك و لا لأذكرك و أحسب ان الاستثناء عادتي و انت أعلم مني بذلك.. يوم ميلادك قد لا يعنيك شيء و قد لا يعنيني شيء سوى انه تقويم فلكي مزيف و لن أكرر ماقلته لك في السنين الماضة لأنك لست نفس الشخص الذي كان .. فقد نلت شرف الانسلاخ و الخوصصة و الفرادة شرف لن تلحظه اي عين مجردة و لا عين ثاقبة إنما عين التحمت بنور العقل و الروح لتُنتج البصيرة ..كذلك لن أحدثك عن بصيرتي و لا عن تقييمي لمنهجك سواءا كان سلبا أو ايجابا لأنك تعلم حيثياته جيدا .. بل لأن قيمة السلب و الايجاب عندك امست لا تعنيك في مرحلتك هته ،تمردك شق حساسية هته القيم بجدارة ليؤسسها كيانك بأنامله الخالصة .
انتهى
أوّلها عند خسوفك الكلّي يا قمر وثانيها عند خسوفك الجزئيّ هذا وما أجملك في عليائك و يا لفخرك بمحيطك الحالك.
فمن رحم ليلك تَسبُر أغوار الوجود
يقولون أنّ نور الفجر جميل لكن قسما أنّ لليلة المزدانة بالبدر جمالا و نورا لا يضاهيه نور و كلّ حكمة نبيلة بل كل حقيقة كاملة سامية آثرت الظلمة و عالم الأسرار فمن رحم الأرض تنشأ الحياة
و اعلم أن زبد البحر في أعماقه لا على سطح المرج , في قلبه الظليل لا على وجهه المشرق
و اعلم كذلك يا صاح أن ينبوع الأعالي من عمق البحر مأتاه , هناك الزبد
لذلك كلما سمعت أفكارا صاخبة كموج البحر اعلم ان جرحا بليغا في الأعماق ينطق ..
فليس سطح البحر الصاخب كعمقه الهاجع لذا الحكماء لا يسمعون ما يُقال بل ما لا يُقال .. من النهر الجارف لا يسمعون الا خرير الساقية و صمت الينبوع
.....
لما لا يجيبني الصمت، لماذا لا تُجيبني الّا ذاتي ... و هل الصمت غير ذاتك الحاكية يا صاح ..
لأصل لهته النتيجة " أن اصعب أُمثولة أتعلّمها بدمي محفورة هي في العروق كالبحر لحدّه الأبديّ في القاع أسفل الفانية
لكِ صديقة ظللت اخفي ما بي من صراع و هلاوس و مخاوف لأني اراه دلع او دلال و" ماكانت المشاعر الإنسانية في يوم تُهان " و قد اشتكيك ...